Saturday, March 05, 2005

وصية صديقي

بعث أعز أصدقائي لي اليوم برسالة غريبة يطلب مني أن أدعي له عند وفاته، و طلب مني طلب آخر لأؤديه في حال وفاته لقدر الله و هذا الطلب غال جدا و أعتبره امانة في رقبتي و لكني لا أتمنى أن يأتي اليوم الذي أكون مطالب فيه بالوفاء بهذا الطلب لأن مجيئه يعني فقداني أعز ما أملك و أعز من أعرف ألا و هو صديقي، و لأول مرة يطلب مني أعز أصدقائي طلبا و أخاف من تأديته
فلو طلب مني روحي أعطيته اياها و لكنه اليوم يسلبني ما هو أغلى الا وهو وجوده بجواري
بعد قرائتي لرسالته تملكني شعورين متناقضين
السعادة بكوني أهل لثقته كي يطلب مني طلب مثل ذلك و يعتبره وصية يأتمنني عليها
الخوف و الحزن لما دفع صديقي ليفكر في الموت دون سابق انذار

ولكن الشئ الثابت أنه لابد ألاننسى الموت أبداً لأنه الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة و لابد أن نعمل لها جيداً و نتذكر دائماً أنها مثل الضيف الثقيل الذي يأتي دون سابق إنذار و لكنه حتماً سيأتي يوماً ما لذلك لآبد ان تستعد لإستقباله
فربما يأتيني هذا الضيف و أنا أكتب هذه المقالة فلا أستطيع أن أكملها فتكون عبرة لمن يقرأها كي يستعد لإستقبال هذا الضيف
فإذا فكرت دائماً أنه قد يأتيك بغتة فسيدفعك ذلك الى التفكير في كل فعل قبل أن تقوم به حتى لا يأتيك فيجدك غير مستعد، وسيدفعك أيضاً الى الترفع عن كل تفاهات الدنيا و مشاكلها و أن تنظر دائما لحياتك نظرة المسافر و ليست نظرة المقيم

3 comments:

Samer Sarhan said...

اتم ان أكون أول من يفارقها حتى لا أتألم لفراق أى منكم....
واتنمى ان أكون آخر من يفارقها حتى اكون بجواركم اطول ما يمكن.....
ومهماكان ما اتمنى.... انا رهين ذلك السر الذى يجرى بداخلى ولا اعرف ما هو....

اصدقائى... احس اننا موكلون مهمة فى هذه الدنيا... يجب ان نحارب لنتمها... ويجب ان نتضرع إلى الله ان يمهلنا لنتمها أو يمتنا على شرف مائدتنا المستديرة!

Ahmed Barakat said...

و رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه و افترقا عليه

Sameh Ragheb said...

لك أن تفرح بثقة صديقك هذا, فالموت قادم قادم ولا راد لقضاءالله
وما للمرء من دار بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها